.
“الأخوة في الله”
.
من أوثق عرى الإيمان، وقد ثبتت رابطة الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى ذكره:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فهي رابطة عقدت بعقد الله سبحانه وتعالى.
ويصف الله تعالى حال المؤمنين الصادقين بقوله:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)
.
أيها المسلمون: ما أجمله من شعور، أن نشعر بأن كل موحد على
وجه الأرض هو أخ لنا له من الحقوق ما له وعليه من الواجبات ما عليه
في أي بقعة كان ومن أي شعب أو لغة كان ما دام على عقده وميثاقه التوحيدي
مع الله سبحانه وتعالى، فالأخوة الإيمانية فوق كل الحواجز والعلائق الأرضية..
.
ورحم الله القائل:
يا أخي المسلم في كل مكان وبلد..
أنت مني وأنا منك كروح في جسد..
.
وقد شبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأخوة الإيمانية بالجسد الواحد فقال:
(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ
إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
.
فهي فوق أخوة النسب، وأخوة القبيلة والوطن …هي فوق كل الأخوات الأرضية …
تسمو عليها وترتقي لتلتقي على نفحة الوحي السماوية.
.
وامتن الله تعالى على المسلمين بهذه الرابطة العظيمة فقال:
{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
.